الجمعة، 13 أبريل 2012

محمد كركي..حينما تنجب دمشق مبتكراً

يمتلئ الوطن العربي بالعقول المستنيرة المبدعة ،فمنها من استطاع الوصول إلى النور، ومنها من لا يزال يحاول أن يدخل حيز الضوء، و هناك من أصابته رماح اليأس في قلب أحلامه لأسباب متعددة.

ودائماً هناك النموذج الذي يبعث بالأمل في نفوس كل عقل مميز عانى من التهميش و عدم الاهتمام عقوداً طويلة ولكنه رغم كل الصعاب تميز ونجح بالجد والاجتهاد
والعزيمة.

"محمد عرفان كركي" شاب سوري يعمل مدرساً في مدرسة "المحسنية الدمشقية" ، وهي أيضاً المدرسة التي تلقى فيها تعليمه الأساسي ليعود إليها من جديد بعدما تخرج في جامعة دمشق بقسم العلوم.

تميز"كركي" منذ نعومة أظفاره بشغفه الدائم للعلوم والإبداع، فهو ينظر دائماً إلى الاختراع والابتكار بأنه شيء أساسي في حياة الإنسان حتى لو كان بسيطاً أو متناهي الصغر ولكن تلك الروح الإبداعية لا تنطفئ في أي إنسان من وجهة نظره .

ابتكارات وإبداعات:

سجل هذا الشاب السوري ثلاث براءات اختراع في مجالات مختلفة بعد جد ومثابرة ومحاولات شتى، "التقويم المبتكر" و "نظام وزن الحقائب" و "ورود صناعية ذات تفتيح آلي" هي ثلاثة مبتكرات رأت النور وكتب لها النجاح.

و"التقويم المبتكر" هو جهاز حاسوبي يعمل على معرفة وتحديد اليوم لأي تاريخ يتم إدخاله عليه ، وهذا بواسطة عملية حسابية بسيطة.
أما "نظام وزن الحقائب" فعبارة عن جهاز صغير قليل التكاليف يتم وضعه مع حقيبة السفر ليحسب وزنها، فهو مميز جداً ومفيد لشركات الطيران، والأمر لم يتوقف عند هذا الاستخدام فحسب ولكنه يفيد أيضاً في حقائب أطفال المدارس ليحسب الوزن الملائم صحياً لحمولة حقائبهم.
"الورود الصناعية المتفتحة آلياً" هي ابتكاره الثالث الذي يتيح للورود الصناعية إخراج روائح عطرية مثل الزهور الطبيعية عن طريق وضع خلايا ضوئية داخل الوردة تساعدها على التفتح صباحاً.

ويسرد "كركي" أنه بعدما حاز على براءة الاختراع الأولى خلال (معرض الباسل للإبداع والاختراع) وجه همه إلى الدراسة وسافر إلى هولندا لمدة 4 سنوات انكب فيها على دراسة إدارة الاختراع ، حصل خلال تلك السنوات على براءته الثانية لنظام"وزن الحقائب" في العام 2004إلى أن عاد لسوريا وحصل على الثالثة لمشروعه المهتم بالورود الصناعية.


جوائز وتقديرات:
لم ينقص السجل المميز للمخترع السوري محمد عرفان كركي من الجوائز والتقدير فهو من حسن حظه لم يستمر بلا تقدير كالكثيرين من بني جلدته الموهوبين علمياً وإبداعياً.

فقد حصل "كركي" على جائزة الإبداع من جمعية المخترعين الهولندية "NOVU" عن جهاز "وزن الحقائب" ، وفي سوريا نال جائزة معرض "الباسل" للاختراعات تلاها الميدالية البرونزية من معرض "الكويت الدولي"،بالإضافة للعديد من الجوائز وشهادات التقدير من جهات و دول مختلفة .

مشاريع مستقبلية:

لم يقل "محمد كركي" أنني وصلت إلى ما اطمح وتوقف، بل زاد على طموحه الكثير بعد تلك النجاحات والجوائز وبراءات الاختراع الدولية والمحلية.

يعكف حالياً "محمد" على تطوير مشروع متكامل للتعليم ،خصوصاً وأنه معلم أطلق على مشروعه اسم"المعلم الإلكتروني" والذي قال عنه أنه يهدف إلى تسهيل التحصيل والمذاكرة والاستذكار، وتحسين علاقة تبادل المعلومات بين الطالب والمعلم.

ولا يسعنا في النهاية إلا تمني دوام التوفيق والنجاح لكل أبناء الوطن العربي الطامحين في إثراء الحياة الإبداعية وخدمة البشرية بأفكارهم وإبداعاتهم المتميزة ، والتي لا تحتاج منا سوى القليل من الدعم و الاحتواء والتقدير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق