الجمعة، 13 أبريل 2012

قصة نجاح مارك سبنسر

مارك سبنسر:

هو خبير وعبقري في نظام التشغيل لينكس وهو في المرحلة الثانوية، كان يرى أن شركة مايكروسوفت قاتلة للإبداع والتطوير، وقد ظهر اختلاف مارك من كونه جادًا طوال الوقت، يأخذ كل كلمة على محمل الجد، وكان مستعدًا للأخذ بيد الجميع إلى عالم لينكس.


حصل مارك على منحة جامعية شاملة في ذات الجامعة التي يعمل فيها والداه بالولايات المتحدة الأمريكية، وتعمق في دراسة لينكس وتطويره، في هذه الأثناء كان مارك يعاني من كثرة أصدقائه الذين يستعملون مختلف برامج الدردشة (MSN، YAHOO، ICQ) للبقاء على اتصال مع بعضهم البعض، كيف يحل مارك هذه المشكلة؟ انكب مارك على تصميم برنامج (Gaim) الذي يسمح للمستخدم من خلال نافذة واحدة بالدخول على جميع خدمات برامج الدردشة في وقت واحد، دون الحاجة لتنزيل كل برنامج على حدة (وبناء على مضايقات قانونية من شركة AOL تغير اسم البرنامج في الوقت الحالي).

في حقبة الستينات من القرن الماضي، فضلت والدة مارك سبنسر (أستاذة اللغة الفرنسية) الرحيل عن مصر، مهاجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تزوجت بأمريكي أستاذ لمادة التربية واستقرت هناك، ثم رُزقت بابنها مارك في 8 أبريل 1977، وتبعًا في رغبة قوية في الحفاظ على أواصر العلاقات الأسرية، أصر جد مارك على مجيء الأحفاد في أجازة الصيف إلى مصر لقضاء بعض الوقت هناك.

تصميم ونجاح:

انخرط مارك في برمجة برنامج من تأليفه سماه النجمة (Asterisk) والذي يعمل على نظام لينكس ويحتاج لبطاقة مودم وخط اتصال هاتفي واتصال بشبكة إنترنت، وما هي أيام حتى انتهى من النسخة الأولية من البرنامج، الذي طرحه بالمجان على الإنترنت مع توفير مصدره في عام 1999.

مع انتهاء فورة الإنترنت وإفلاس الكثير من شركاتها، قل الطلب على خدمات مارك لدعم لينكس، الأمر الذي اضطره في ربيع 2001 لتحويل جل اهتمامه من تقديم الدعم الفني إلى خدمات الاتصالات عبر الإنترنت، وفي نهاية 2001 كانت شركة مارك تبيع عتاد اتصالات متوافق مع برنامجه النجمة، وما هي إلا بضعة شهور حتى بدأ العمالقة يفسحون المجال لعملاق جديد بينهم، وبدأت شركة إنتل في بيع بطاقات اتصال متوافقة مع برنامج النجمة، وأما (IBM) ذات العلاقات القوية مع شركة سيسكو عملاقة إنتاج أجهزة الاتصالات، فحافظت على علاقة قوية وطيبة مع مارك، كأنها عرفت أن المستقبل له.

انتهى المطاف ببرنامج النجمة اليوم بأن تم تحميله أكثر من مليون مرة وبدأت الكثير من الشركات حول العالم في الاعتماد عليه، وقد جعل توفير شفرة مصدر البرنامج 350 مبرمج من حول العالم يضيفون للنجمة أكثر من 100 بريق (وظيفة)، في عام 2005 أعلنت سيسكو عن نتائج دراسة أجرتها على أكبر 100 شركة استخدمت النجمة عوضًا عن منتجاتها، ووجدت أن الثبات والإنتاجية الغزيرة والدعم الفني القوي والتطوير المستمر والخدمة الممتازة هي أهم أسباب انتقال العملاء وليس فقط انخفاض التكلفة.

يتيح برنامج النجمة اليوم لمن يستخدمه توفير قرابة 80% من تكلفة شراء عتاد الاتصالات الهاتفية في أي شركة، وهو يوفر خدمة الاتصال الهاتفي عبر الإنترنت، ويمكن توصيله بأي سنترال تليفوني في أي شركة، وهو برنامج شديد المرونة قابل للتخصيص ليتوافق مع أي متطلبات للعملاء، وتستخدمه شركة الكهرباء الجنوبية الأمريكية برنامج النجمة في الرد على الاتصالات الهاتفية وتحويلها إلى رسائل نصية يتم إرسالها إلى أصحابها عبر الهواتف النقالة.

شركة مارك:

توظف شركة ديجيم (Digium) التي أسسها مارك في عام 1999 أكثر من 50 موظف وتدر أكثر من 10 ملايين دولار سنويًا مقابل مبيعات عتاد اتصالات يوفر المزيد من الخدمات عبر برنامج النجمة، ومقابل خدمات الدعم الفني وخدمات تخصيص البرنامج لصالح العملاء.

عمل مارك بدوام جزئي أثناء دراسته الجامعية في شركة متخصصة في تصميم وبيع أجهزة الاتصالات الداخلية (سنترالات) لمدة سنتين، وبعدما صمم برنامجه النجمة باع 1/7 من شركته إلى ذات الشركة مقابل نصف مليون دولار، من يسير في جنبات شركة مارك يجدها منشأة في مكان إيجاره قليل السعر، تحتوي على أجهزة كثيرة وقد فتحت وتناثرت محتوياتها على مكاتب الموظفين الذين يحبون اختبار كل ما هو جديد لكي يأتوا بالجديد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق