الجمعة، 13 أبريل 2012

د. مصطفى شاهين ..عربي في فلك "ناسا"


الدكتور مصطفى شاهين ( Moustafa Chahine ) يمثل تجربة نجاح ذات ملامح عربية وأصول لبنانية استمرت لنصف قرن بوكالة "ناسا" تحديدا في مجال علم المناخ ليعيد كتابة علم الفلك و يدفعه قدما ليعزز فهمنا لغلاف الأرض الجوى وعملياته المناخية بداية من دراسة سحب كوكب المريخ إلى "مسبار الأشعة التحت الحمراء" (Atmospheric Infrared Sounder) الشهير.

الدكتور شاهين لبناني الأصل ولد عام 1935م بقرية "أم النبع" في بيروت ، حصل على درجة الدكتوراه في "فيزياء الموائع" عام 1960م من جامعة "بيركلي" الأمريكية في سن الخامس و العشرين ثم التحق بعدها مباشرة بمختبر الدفع النفاث (JPL) في "باسادينا" بولاية "كاليفورنيا" التابع إلى الوكالة الأميركية للفضاء والطيران- " ناسا" ، وشغل منصب العالِم الرئيسي في المختبر بين عامي 1984 و2001، ثم تولى قيادة فريق بوكالة ناسا تخصّص في مسح الغلاف الجوي لكوكب الأرض و رصد الظواهر المناخية بتقنية الأشعة تحت الحمراء.


حصل د. شاهين على درجة الزمالة من جمعية الفيزيائيين الأميركيين والجمعية الأميركية لتقدّم العلوم والاتحاد الأميركي لاختصاصيي فيزياء الجيولوجيا والجمعيات الأميركية البريطانية لرصد الطقس كما كان عضوا في الأكاديمية الوطنية (الأميركية) للمهندسين والأكاديمية الدولية لاختصاصيي الفضاء.

الدكتور "مصطفى شاهين" مؤسس قسم علوم الأرض والفضاء وترأسه أيضاً بعد ذلك، وهو من المؤمنين بنظرية وجود حياة أخرى عاقلة خارج كوكب الأرض، وكانت دراسات د. شاهين تصب معظمها في استخدام الفضاء كمنصة لمراقبة الغلاف الجوي للأرض خصوصاً رصد التغيّر المناخي.

استفادت وكالة ناسا من أبحاث د. شاهين لرصد متغيرات الغلاف الجوى وظواهره المناخية التي تضمنت طريقة مبتكرة تعتمد على تقنتي الأشعة التحت الحمراء وموجات الراديو (المايكروويف) واعتمدت عليها ناسا بشكل كبير في دراسة الغلاف الجوي للأرض والمريخ والزهرة وزحل.


وفي عام 2002، أطلق فريق عمل بقيادة د. شاهين القمر الصناعي "أكوا" ( Aqua ) .. وهي كلمة لاتينية تعني الماء، والقمر "اكوا" هو أول عضو لمجموعة من الأقمار الصناعية تلتها أطلق عليها اسم "كوكبة افترنون" ( Afternoon Constellation ) الهدف منها تجميع عدة معلومات عن دورة المياه بالأرض بداية من التبخر من المسطحات المائية مرورا بحالة بخار الماء في الجو ثم هطول الماء على شكل أمطار أو ثلج بالإضافة إلى قياس عدة متغيرات كرطوبة التربة والجو وكمية الثلوج التي تغطى الأرض والجليد إضافة إلى الغطاء النباتي والجسيمات العالقة بالجو ودرجة حرارة المياه والجو.

حصل د.شاهين على عدة ميداليات من ناسا تكريما له عن انجازاته عن الانجاز العلمي والقيادة المتفوقة والانجاز المتميز، كما حصل على مجموعة من الميداليات من مصادر علمية ورسمية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تتوقف ناسا عن تكريم العالم العربي الجليل حتى وصوله لعمر 73 عامًا فحصل على آخر ميدالياته من ناسا في 2007، كما سمي احد الكويكبات باسمه "4103 شاهين" (Chahine 4103) نسبة إليه.

رحل عنا د.مصطفى شاهين في 23 مارس الماضي، بعد رحلة من العطاء الغزير التي لم يشوبها حب ظهور أو شهرة ، رحل الابن البار بعروبته الذي لم يتنصل مطلقا من جذوره العربية على الرغم من حصوله على الجنسية الأمريكية وغربته التي استمرت قرابة 40 عاما.
المصادر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق